المقصود بالطب لشرعي كل ما ورد به الدليل في كتاب أو سنة سواءً كان مفصلاً أو مجملاً.
أذِن الشارع بالتداوي عمومًا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد، الهرم) [أخرجه أحمد في المسند: 4/278]. والحديث صحيح كما قاله الألباني في صحيح الجامع 1/565.
وفي [الصحيحين]: عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام) والسام: الموت [رواه ابن ماجه] وفي هذه الأحاديث حث على المداواة.
وأنَّ الأدوية ما هي إلا وسائل جعلها الله طريقا للشفاء. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (علمه من علمه، وجهله من جهله).
حث للأطباء المسلمين على البحث والاستقصاء لاكتشاف أدوية لأمراض لم يعرف لها بعد دواء. وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء بموافقة الدواء للداء، فلكل دواء مقدار معين يعمل به، وينبغي ألا يزيد ولا ينقص.
وفي [مسند الإمام أحمد]: من حديث زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم (وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: (نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: (الهرم وفي لفظ إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله)).
وفي [المسند]: من حديث ابن مسعود يرفعه إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله وفي [المسند] و [السنن] عن أبي خزامة قال: قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: (هي من قدر الله) معنى: (لكل داء دواء).
فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات وإبطال قول من أنكرها ويجوز أن يكون قوله: (لكل داء دواء) على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها ويكون الله عزَّ وجل قد جعل لها أدوية تبرئها ولكن طوى علمها عن البشر ولم يجعل لهم إليه سبيلاً؛ لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله ولهذا علق النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء على مصادفة الدواء للداء فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضد وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده فعلّق النبي صلى الله عليه وسلم البرء بموافقة الداء للدواء وهذا قدر زائد على مجرد وجوده فإن الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية أو زاد في الكمية على ما ينبغي نقله إلى داء آخر ومتى قصر عنها لم يفي بمقاومته وكان العلاج قاصرا ومتى لم يقع المداوي على الدواء أو لم يقع الدواء على الداء لم يحصل الشفاء ومتى لم يكن الزمان صالحا لذلك الدواء لم ينفع ومتى كان البدن غير قابل له أو القوة عاجزة عن حمله أو ثم مانع يمنع من تأثيره لم يحصل البرء لعدم المصادفة ومتى تمت المصادفة حصل البرء بإذن الله ولا بد وهذا أحسن المحملين في الحديث.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله لم يُنزِل داءً أو لَم يخلُق داءً إلا وقد أنزلَ له دواءً، علِمَه من علِمَه، وجَهِلهُ من جهلَهُ، إلا السَّام قالوا يا رسول الله: وما السَّام؟ قال: المَوْت). علمه من علمه وجهله من جهله فإذا شاء الله الشفاء يسر ذلك الدواء ونبَّه على مستعمله بواسطة أو دونها فيستعمله على وجهه وفي وقته فيبرأ وإذا أراد هلاكه أذهله عن دوائه وحجبه بمانع فهلك وكل ذلك بمشيئته وحكمه كما سبق في علمه وقوله علمه من علمه نكرة وليست خاصة بشخص دون آخر.
إذا نظرنا في أنواع العلاجات والأدوية وجدنا أن هناك علاجات حسية لكثير من الأمراض سواء البدنية أو الروحية حتى لعلاج العين وعلاج السحر وخاصة إذا كان السحر مأكولاً أو مشروباً بل حتى السحرة أنفسهم جمعوا في كتبهم من أقوال أهل الطب الشعبي الشيء الكثير والصحيح أن أكثر من كتب أو جمع في أمور السحر والجن ونحوه هم السحرة فألفوا كتبًا كثيرة في السحر وبداخلها بعض الأحاديث منها الصحيح ومنها الموضوع والضعيف وفيها منافع الأعشاب سواء ما كان في كتب الطب الشعبي أو ما أملاه عليهم شياطينهم إضافة إلى أن هناك تجارب وإلى يومنا الحاضر في كل ما يستخدم من المباحات في علاج العين والسحر والمس وقد اجتهد الرقاة في هذا الباب ووصلوا لنتائج طيبة جدًا.
للإستفسارات ، يمكنك التواصل معنا على
info@roqiaty.com